الرئيسية > كتابات > من تحرير حضرموت إلى تحرير الطفل الحضرمي – شذا نبيل

من تحرير حضرموت إلى تحرير الطفل الحضرمي – شذا نبيل

شاركها على الواتساب

بمناسبة مرور عامين من تحرير محافظة حضرموت من الاحتلال القاعدي الذي شهدته في العام 2015، تحتفل حضرموت وأهلها بهذه المناسبة، وهي مناسبة تستحق الاحتفال بعد خروجها من عباءة احتلال همجي هجم عليها من أدغال وغابات التاريخ المظلمة، ليحكمها بحديده وناره وخرافاته في عصر التقنية والخورازميات. ولكن لو نسأل أنفسنا الآن، ما هي مظاهر التحرر على مستوى تربية النشء؟ ولو استمر الوضع على ما هو عليه الآن حتى عشرين عاما، هل سنجد في الجيل الذي يتربى الآن من يؤمن بتلك الأفكار التي غزت المكلا؟

صحيح أن الكثير ممن شاركوا في غزو حضرموت هم من خارجها ولكن هناك تواطؤ ومشاركة فاعلة من داخل الشباب في حضرموت، ليس أقل دليل على ذلك أنهم سموا أنفسهم بأبناء حضرموت، في أكبر جريمة لتزوير التاريخ وتحميل حضرموت وأبنائها وزر التطرف والإرهاب. ومن هنا يمكن القول إنه بالفعل هناك تلوث أصاب بعض أبناء حضرموت، وهذا التلوث نابع من تراخي وتواطؤ في المجتمع ومؤسساته المختلفة، من البيت إلى المسجد والمدرسة والجامعة.

إن البيئة التي ولدت التطرف الذي غزا حضرموت في 2015 وبمساعدة ثلة من أبنائها مازالت هي هي، نظام التعليم والنظام الاجتماعي وكثير من الأفكار التي غلفت ذلك الغزو ماتزال موجودة، ومن هنا نقول إن أي تحرير لتراب حضرموت دون وجود ثورة حقيقية لتحرير العقول من كثير من المعتقدات والأفكار والتطرف، لن يعمل على تغيير في المستقبل.

لقد تم خلال سناوت ماضية غزو حضرموت من داخلها قبل أن يغزوها الإرهاب والبطش والتنكيل، لقد تم تغييب الوعي، وصارالنظام التعليمي والتربوي والاجتماعي لا يختلف كثيرا عن الأفكار المتطرفة التي جاءت بها القاعدة وأخواتها، نحن بحاجة للعودة إلى قيم التسامح والألفة والقبول بالآخر ولن يأتي ذلك إلا بتغيرات كبيرة في المستوى التربوي والتعليمي وعودة المؤسسات الفكرية والفنية من أجل تهيئة الأجيال القادمة لتكون أكثر قدرة على التفكير بحرية وبالتالي الإبداع ومنافسة العالم. لذلا نقول في الختام لاجدوى تذكر من الفرحة بالتحرير مالم يتم تحرير العقول وتهيئة جيل جديد يرفض التطرف والتعصب والكراهية.

شذا نبيل

شاهد أيضاً

قصيدة الشاعر سالم الشهبابي

اليوم الرابع/الثلاثاء/قصيدة الشاعر سالم الشهبابي ياحبيبتي خاني ظني و افتكرت الأرض ثابتة كل ما تضيع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *